إدارة الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 6

اذهب الى الأسفل

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 6 Empty آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 6

مُساهمة  Admin الجمعة مارس 25, 2011 10:20 am

الحالة الراهنة والحصيلة /45
ليس كل النعيم يبقى سروراً رب هم يدب تحت السرور
الحالة الذهنية
لا بد أن مربك وقت كنت فيه منشرحاً، مسر روا، سعيداً، ووقت كنت فيه مهموماً، مغموماً، متألماً. وقت كنت فيه نشطاً، مبدعاً، ذا همة عالية، وطاقة متفجرة جسداً وروحاً، كان عطاؤك فيه كبيراً، وأداؤك عالياً. ووقت كنت فيه خامداً، ضعيفاً، لا تقوى على فعل، أو أداء عمل.
حاول أن تذكر مشهداً، أو حدثاً، أو حالة، كنت فيها مبتهجاً مسروراً. ارجع بفكرك إلى تلك الحالة، وعش في ذلك الجو لدقيقة أو دقيقتين محاولاً أن تستعيد تفاصيل تلك اللحظات السعيدة، ماذا تحس به الآن؟ وما هو شعورك؟ ... ارجع إلى قراءة هذا المقال. هل حصل تغير في شعورك، أو تنفسك مثلاً؟ بالرغم من أن الحادث الجميل مضي عليه زمن طويل، ربما سنين عدة، إلا أنك استطعت أن تستعيد المشاعر ذاتها التي كنت تحس بها في ذلك الوقت. بكلمة أخرى استطعت أن تغير حالتك الذهنية إلى حالة انشراح.
والآن تذكر حالة محزنة، فيها ألم ومرارة. ارجع بذهنك إلى ذلك الحدث محاولاً استعادة تفاصيله لمدة ثوان(لا ننصح بإطالة هذه الفترة). كيف تشعر الآن؟ لا شك أنك تشعر بضيق، ألم ... ارجع إلى قراءة هذه السطور. ماذا حصل لتنفسك؟ ربما أخذت نفسا ًعميقاً. في اللحظة التي تكون فيها منشغلاً بقراءة هذه الأسطر تختفي تلك الصور، أو الذكريات، السعيدة منها والحزينة، من ذهنك، ولكنك تستطيع استدعاء أي منها عندما تشاء.
في الدقائق القليلة الماضية تغيرت حالتك الذهنية عدة مرات. إذ مررت بثلاث حالات ذهنية: حالة الانشراح والابتهاج، وحالة الألم والحزن، والحالة الحالية التي تقرأ فيها هذا الكلام المكتوب وتعيه. ماذا نستنتج من ذلك؟ إن الإنسان يستطيع تغيير حالته الذهنية بغض النظر عما يحيط به. إنه يملك عالمه الداخلي. يستطيع أن يتحكم به إن أراد. في حياة الإنسان اليومية ينتقل ذهنه من حالة إلى أخرى بشكل دائم. وتعتمد عملية التنقل هذه على عوامل عدة، منها: النمط الداخلي للإدراك(سيأتي الكلام عنه في الفصل القادم)، المخزون المتراكم في ذاكرة الشخص بحلوه ومره، المحفرات... الخ.
إنما النفس كالزجاجة، والعقــ ـل سراج، وحكمة الله زيت
فإذا أشرقت فإنك حـــــي وإذا أظلمت فإنك ميـــت
الحالة الذهنية Mental State لشخص ما في لحظة ما هي ما يراه الشخص ويتصوره في مخيلته، وما يحدث به نفسه، وما يحس به من شعور، ثم ما ينعكس من ذلك كله على حركاته وتنفسه، وتعبيرات وجهه، وحركة عينيه.
في الفيزياء نتكلم عن حالة الجسم الحركية(مكانه، سرعته، اتجاهه)، أو عن حالة المادة (صلبة، سائلة، أو غازية). كذلك الحالة الذهنية للإنسان(تصوراته، أحاسيسه، مشاعره، وفسيولوجيته). وكما يمكن تغيير حالة الجسم المتحرك، أو حالة المادة، باستخدام القوانين الطبيعية، كقوانين الحركة، أو قوانين الحرارة، فكذلك يمكن تغيير الحالة الذهنية إلى حالة جديدة يكون فيها الشعور إيجابياً، كالشعور بالراحة والاطئمنان، أو الحب والحنان، أو النشاط والتحفز؛ بدلاً من الشعور السلبي كالحزن، والخوف، والضعف.
ستجد في هذا الكتاب القوانين، أو على الأصح الوسائل والأساليب التي تجعلك قادراً على تغيير الحالة الذهنية لك أو لغيرك في الوقت الذي تشاء، أو يشاء فيه غيرك. ومن هذه الأساليب التي ستمر بها ما يجعل هذه التغيرات دائمة غير مؤقتة. وإذا أمكن تغيير الحالة الذهنية، فقد أمكن تغيير السلوك، أي العادات، والعلاقات، والمهارات، والقابليات، والأداء، وكذلك تغيير الشعور والتفكير.
[justify]

Admin
Admin

المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 25/03/2011

https://almodarreb.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى