إدارة الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 12

اذهب الى الأسفل

آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 12 Empty آفاق بلا حدود - بحث في الهندسة النفس الإنسانية 12

مُساهمة  Admin الجمعة مارس 25, 2011 10:31 am

سلسلة الأنماط وتعاقبها
إن كون الشخص منتمياً إلى نمط من أنماط النظام التمثيلي لا يعني أنه لا يدخل الأنماط الأخرى. ذلك أنه عندما يقوم بعمل، أو يتخذ قرارا، أو يؤدي مهارة، أو يستجيب لمؤثر، فإنه يدخل في سلسلة من الأنماط المتعاقبة بأسلوب معين خاص به. عندما تقرأ هذه الأسطر تفهم ما أريد قوله لك عن طريق الكلمات المكتوبة (أو المسموعة إن كان حديثا). هذه الكلمات كما تلاحظ مرتبة بطريقة معينة. فعندما أقول لك(حروف مطبوعة على الورق) فإنك تفهم ما أعنيه. ولكن إذا قلت لك(ورق على مطبوعة حروف) لا تجد معنى لذاك، علماً بأنني استخدمت الكلمات نفسها في العبارة الأولى. ما أريد قوله لك، هو أن الكلمات وحدها لا تكفي لتكون ذات معنى. إنما (ترتيب) الكلمات هو الذي يعطيها المعنى. نقول ضرب زيد عمرو. من الذي ضرب من؟ ربما نجد في الحالة يجب أن يكون عمرو منصوباً أي (عَمْراً). ولكن هذا ليس عاماً، إذ نجد في القرآن مثلاً( إنما يخشى الله من عباده العلماءُ). لفظ الجلالة هنا منصوب، والفاعل هم العلماء، إذ هم الذين يخشون الله وليس العكس. ومن هنا تأتي أهمية الترتيب Syntax. هذه الأنماط المتعاقبة تؤلف سلسلة تسمى الاستراتيجية Strategy، ولكل سلوك استراتيجية تنتظمه. كيف تتذكر أرقام تلفونات الأرقام, أو تصنع الشاي، أو تكتب رسالة، أو تشتري حاجة من السوق، أو تؤدي عملك؟ لكل شخص طريقته الخاصة في كل هذه الأمور. أي لكل واحد استراتيجيته الخاصة في كيفية أداء عمله، أو في استجابته للمؤثرات، أو في سلوكه.
الاستراتيجية
إن التعلم واكتساب المهارات هو سلوك. ولكل سلوك استراتيجية. عندما يقوم النجار بصنع منضدة من الخشب فإنه يسلك طريقاً ويتبع خطوات محددة في عملية صنع المنضدة. فهو يلتقط الأداة المناسبة في كل خطوة، ويستعملها بقدر معين، وبطريقة معينة، ثم ينتقل إلى أداة أخرى ومادة أخرى، وهكذا حتى يتم عمله. وليس من الصعب معرفة الخطوات التي اتبعها النجار لصناعة المنضدة.
والسؤال الآن هو: هل يمكنك أن تصنع المنضدة إذا كانت لديك الأدوات والمواد اللازمة؟ قد تستطيع أن تفعل ذلك. ولكن لن تصل إلى منضدة كتلك التي صنعها النجار، إنما ستصل إلى (منضدة مضحكة)! ما الفرق بين الحالتين؟ الفرق هو في ترتيب السلسلة النمطية لك وللنجار. أي الفرق بين استراتيجيتك واستراتيجيته.
فعندما يمسك النجار بالمنشار في يده يتحسسه بطريقة معينة (ح د) من الأعلى إلى الأسفل، ومن اليمين إلى الشمال، أو بالعكس، حتى يقطع الخشب بشكل مستقيم. فهو يتبع استراتيجية معينة لقطع الخشب. ثم يمسك المطرقة، وينظر إلى موضع المسمار، فيضرب عليه بقوة معينة، وبطريقة معينة. يعرف من الصوت مقدار القوة التي يجب تسليطها. وهو هنا يتبع استراتيجية المطرقة والمسمار. هذه الاستراتيجيات موجودة في العقل الباطن للنجار. وتكون جاهزة في ذهنه متى أراد وكأنها كتيب تعليمات يوضح خطوات العملية خطوة خطوة، بترتيب معين، وبتعاقب معين، وكيفية أوتوماتيكية، فهو لا يفكر بما يعمل، وربما كان يتحدث معك، ويروي لك القصص والحكايات ويحرك رأسه وجسمه. ولكن عمله ينساب بشكل تلقائي كأنه شريط فيديو. ولو تيسر لك أن تقارن بين استراتيجية النجار في استعمال المنشار قبل تعلمه النجارة، واستراتيجيته الحالية لوجدت أنهما مختلفتان. وما فعله النجار أثناء تعلمه على النجارة هو تغيير تلك الاستراتيجية القديمة إلى هذه الاستراتيجية الجديدة.
بكلمة أخرى، إن عملية التدرب هي عملية تغيير للاستراتيجية.
والآن لو أردت أن تتعلم النجارة وتتقنها فيمكنك ذلك عن طريق سؤال النجار عن كيفية تنفيذ كل خطوة من خطوات عمله. كيف يمسك المنشار؟ كيف يضعه على الخشب؟ بأي زاوية؟ كيف ينظر إليه؟ كيف يضغط عليه؟ .... بعد فترة من الممارسة تصبح لديك الملكة(المهارة) اللازمة لأن تقطع الخشب بالمنشار بالشكل الصحيح. ويمكنك أن تتوصل إلى ذلك أيضاً عن طريق التجربة والخطأ إلا أن وقت التعلم قد يكون أطول. أي أن استعانتك بالنجار اختصرت لك الوقت اللازم للتعلم والتدرب.
وبالطريقة نفسها يتعلم الطفل القراءة والكتابة، ويتقن المهندس عمله، والطبيب مهنته، ويجيد المدرس طريقته في التدريس، والطباخ، ورجل الأعمال، ولاعب الكرة، والخطيب، وكل فعالية في الحياة.
بناء على ما تقدم يمكننا القول إن عملية اكتساب المهارة تنطوي على مهمتين رئيستين:
1. التوصل إلى استراتيجية المهارة، إما عن طريق التجربة والخطأ، وإما عن طريق الاستعانة بصاحب الخبرة.
2. إيصال هذه الاستراتيجية إلى العقل الباطن للشخص المتدرب.
المهمة الأولى هي عملية (استنباط ) للاستراتيجية. والمهمة الثانية هي عملية تطبيق أو (برمجة) لهذه الاستراتيجية على المتعلم الجديد. ويمكن تحقيق كلا العمليتين عن طريق " الهندسة النفسية". إلا أن الفرق بين اتباع الطرق الاعتيادية المعروفة وبين الهندسة النفسية هو أن الأخيرة يمكن أن تحقق هاتين المهمتين بسرعة أكبر بكثير من الطرق الاعتيادية.
التدريب هو عملية استنباط الاستراتيجية من صاحب المهارة ثم تطبيقها على المتعلم الجديد
استنباط الاستراتيجية
بعد معرفة النظام التمثيلي للشخص، يمكن الانتقال إلى معرفة تعاقب الأنماط وترتيبها. أي استنباط استراتيجية. وهنا يقتضي الأمر أن يكون الشخص في حالة " اتحاد" بالخبرة أو التجربة.ومعنى ذلك أن يتصور نفسه وهو يقوم فعلاً بالعمل أو الفعل.ففي حالة النجارة نطلب من المتدرب أن يتصور نفسه وكأنه يتناول المنشار ويقطع الخشبة.ثم نقوم بملاحظته، وتوجيه أسئلة معينة له.
ابدأ أولاً بتحقيق " الألفة بينك وبين الجليس " (سيأتي موضوع الألفة، والاتحاد والانفصال في الفصل القادم)، ثم ابدأ بسلسلة من الأسئلة على النحو التالي:
استحضر في ذهنك الحالة وأنت في حالة اتحاد مع المشهد، وتخيل أنك تقوم بالعمل.
وأنت في تلك الحالة... ما هو أول شيء يرد إلى ذهنك ؟
هل ـ ترى شيئاً؟
ـ تسمع شيئاً؟
ـ تحس بشيء؟
بعد أن (رأيت، سمعت، أحسست) بكذا، ماذا يتلو ذلك؟
هل ـ رأيت صورة؟
ـ سمعت صوتاً (أو حدثت نفسك بشيء)؟
ـ أحسست بشيء؟
بعد أن (رأيت، سمعت، أحسست) بكذا، ماذا يتلو ذلك؟
هل ـ رأيت صورة ؟
ـ سمعت صوتاً (أو حدثت نفسك بشيء)؟
ـ أحسست بشيء؟
وهكذا حتى يصل إلى بناء نموذج لاستراتيجية الشخص فيما يتعلق بذلك العمل، أو تلك الحالة. فإذا تم ذلك فقد تمت عملية الاستنباط. وإذا لم يتم ذلك استمر في توجيه الأسئلة حتى تستكمل العملية.
بعد ذلك يمكن الانتقال إلى استنباط النميطات. فإذا كان النمط الأول مثلاً هو نمط صوري، فيمكنك توجيه الأسئلة حول:
• حجم الصورة.
• إضاءة الصورة.
• متحركة أو واقفة.
• ... الخ
وهكذا بالنسبة للنمط التالي حتى تأتي إلى نهاية السلسلة.
[justify]

Admin
Admin

المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 25/03/2011

https://almodarreb.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى